و أنا صغير، كان في بيتنا راديو كبير جدًا اشتراه جدي وورثته أمي عنه و فضل موجود لحد ما وصل سني إلى السادسة على ما أذكر ، الراديو كان لا يعمل بالتأكيد و لكنه تحفة، و لا يجوز رميه أو التخلص منه بأعراف المصريين، لا أستطيع وصف حجمه هذه الراديو و لكنه كأبسط وصف له، كان دولاب كبير حرفيًا، ربما تكون الصورة بالأسفل توضح ما أقصد، و للحق كان الراديو ضعف حجم الموجود بالصورة.
عندما انتقلنا لشقة أخرى كان لزامًا علينا أن نبيعه كخردة أو نعطيه لمن يريد من أقاربنا، هكذا انتقل إلى ابن خالي و مكث عنده ما مكث ثم باعه بجنيهات للتخلص منه.
من كام يوم كنت قريت بوست لواحد عايز يبيع شاشتين كمبيوتر من النوع CRT القديم و بهما عيوب، بائع الروبابيكيا أعطاه ٢٠ جنيه في كل منهما.
احتفظ في درج الكمود الخاص بي بعدة موبايلات قديمة بعضها يعمل و الآخر لا يعمل، طبعا لو ذهبت لبيعهم لأي شخص لقال له أرمهم في أقرب سلة قمامة ليس لهم فائدة.
في أحد السنوات القريبة نسبيا -2014 على ما أذكر- اشتريت كاميرا ديچيتال كان مصيرها الدولاب بعد عدة تصويرات.
التطور الحادث في كل شئ خاصة التكنولوجيا سريع جدًا و لا يمكن مجاراته بحال من الأحوال، الأشياء تفقد قيمتها باستمرار وتصبح عباءا على حاملها.
يعجز عقل الواحد منا إن ما اشتراه و دفع فيه مبلغ كبير عليه سيصبح بعد شهور أو سنوات خردة لا قيمة له.
هذا الأمر يحدث مع كل الأشياء حتى المواقع التي نحبها و التطبيقات التي تعتمد عليها.
من منا لم يستخدم الياهو ماسنجر و اعتبره قمة التكنولوجيا ثم أصبح طي النسيان ، ربما أغلقوا الموقع و لا نعرف، و لكن العجيب إن الناس تظن إن الواتس أب لا يمكن أن يحل محله شئ آخر و أن الفيس بوك سيظهر متربع على العرش و لا مجال لاقصاءه.
الثابت إن كل شئ سيتغير و بسرعة شئنا أم أبينا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق