"المفتاح مش هيفتح" هي أحد المقالات للكاتب المهندس (وائل عادل) ، يحكي فيها عن الفرق بين جيل الأجداد و جيل الشباب ، جيل الأجداد الذي تعود علي نمط تفكيري معين ربما لم يستطع معه التغيير بما تتطلبه متغيرات العصر السريعة , و جيل الشباب و ما عنده من قوة و جلد الشباب و انطلاق للافق و امتلاك روح المغامرة ، فعلاً كلنا نعاني من هذه النمط مع اجدادنا و أباءنا و مديرينا الذين يصرون علي نمط معين من الحياة و نحن كشباب نختلف عنهم فيه و ذلك حسب رؤيتنا نحن لهذا الموقف ، لا أنكر أن اتخاذ الجيل الذي يسبقنا) لنمط معين لا نستطيع لومهم لأن هذا ما تعلموه و هذا ما جربوه و هذا الأصلح من وجهة نظرهم ، لكن لكل جيل أفكاره و أرائه التي من المؤكد أنها "مش هتعجب" ابنائنا عندما نكبر باعتبار أننا سنكون "جيل الاجداد "
أحيي م/وائل علي هذا المقال الذي تعجبت من كثرة التعليقات الرافضة لفكرة مقاله
و أنصحكم بقراءة جميع مقالاته فهي سهلة الأسلوب عميقة الأثر
سلسلة مقالات م/وائل عادل من هنــــــــــــا
"المفتاح مش هيفتح" ....هذا ما قلته لجدي وأنا أستصحبه إلى بيته بعد أن تم تجديده، كنت على يقين أن المفتاح لن يفتح... أخرج مفتاحه من جيبه...فقلت له: "المفتاح مش هيفتح". بحث في جيبه عن آخر...قلت له بنبرة الواثق: "المفتاح مش هيفتح". قال بعفوية: كنت أفتح به دائماً...فهمست في أذنه: "المفتاح مش هيفتح". نادى ابنه، وسأله نسخة من المفتاح.. فأجاب الابن: "المفتاح مش هيفتح". كلم ابنته عبر الهاتف المحمول... راجياً أن يجد عندها نسخة من المفتاح.. فأجابت: "المفتاح مش هيفتح" .. طلب من ابن أخي الصغير - الذي لم يتجاوز السبع سنوات- أن يسأل جدته عن مكان المفتاح..فرد الطفل متعجباً: "المفتاح مش هيفتح"!! أصيب الجد بحالة من الذهول الممزوج باليأس...قائلاً: هل غيرتم المفتاح؟؟!!...أجبت مبتسماً: "المفتاح مش هيفتح".
أدخلت يدي في جيبي... أخرجت "الريموت كنترول" ...ضغطت على الزر...ففتح الباب. أخذت بيدي جدي إلى الداخل، ونفسي تحدثني: "إنني أحب جدي... لكنني لن أستخدم مفتاحه..."
أهيب بشبابنا ونحن في مطلع القرن الجديد أن يقدروا أجدادهم من سياسيين ومفكرين وخبراء، ويستفيدوا من خبراتهم وتجاربهم، دون أن يتواكلوا عليهم، ظناً منهم أن بأيديهم مفاتيح الخلاص. فلو كانت معهم لفتحوا الأبواب الموصدة من عقود، لقد بحثوا، وإن كانوا لم يجدوا المفتاح في عصرهم؛ ففي الغالب لن يجدوه في عصر غيرهم. إننا في قرن جديد، تعقدت فيه التحديات، ويحتاج التصدي لها أدوات جديدة وعقولاً وأساليب تفكير مختلفة...ومستحيل أن تتحكم في مصيرنا عقول قرن مضى، لأن العقليات السابقة ستنتج نفس الحلول، ولا يمكن أن يقود أحلامنا أناس أنهكتهم التجربة. ولا نعاتبهم..فحسبهم أنهم جربوا..
ندائي للشباب أن يتبوءوا مقاعدهم، ويوقنوا أنهم الأقدر على صناعة تجربة جديدة، آن لهم أن يسمعوا العالم صوتهم، فتجثو البشرية تواضعاً لأفكارهم، وتُطرق الرأس إنصاتاً لبيانهم، مصغية إلى هذا الصوت العنيد، وذلك النبض الفريد. أهتف من أعماق الفؤاد... لا تنتظروا وصاية، ولا تستصغروا أنفسكم، بل اصرخوا ملء أفواهكم.. "سنصنع التاريخ".. إنني أدعو الآن إلى استراتيجية الاقتحام، أن نقتحم -نحن الشباب- مجالات الإعلام، والفكر، وصناعة الاستراتيجيات، وإطلاق المبادرات، وقيادة الأحزاب والمشاريع، ولا نتقيد بأسلوب تفكير أو طريقة عرض أو كتابة أو تأسيس أعلام القرن السابق، سنصوغ أطروحات فكرية مختلفة شكلاً ومضموناً، ونمطاً إعلامياً فريداً، وممارسة قيادية رائدة، ولن يكون ذلك إلا بإيمان عميق بأننا قادة هذه اللحظة التاريخية، سنحدد مفرداتها، ونجدد مصطلحاتها، ونطور أساليب التعاطي مع الواقع، وسنعلن الثورة على كثير من مسلمات الماضي الخاطئة التي تقيدنا، لأننا ببساطة سنعبر عن جيلنا وأحلامنا، وما سيُعتبر اليوم خروجاً عن المألوف، سيصير طبيعياً بعد سنوات، بل ومتخلفاً بعد عقود، لن نرث الثارات التي أشعلها حراك أجدادنا، وقد نختلف معهم في نظرتهم للآخر، لكننا سنُشَيِّد على أفضل ما بنوا، لنؤسسس لحياة جديدة.. تطل على عالم جديد.. ويقودها جيل جديد. يؤمن أنه بعد أن ينهي تجربته، ليس من حقه الوصاية على الجيل الذي يليه.
وأخيراً...ووفاء لأجدادنا..من سياسيين وإعلاميين ومفكرين وغيرهم... نقول لهم: إننا نقدركم ولن نستغني عن خبراتكم، ونعترف أن لكم جهوداً مشرفة يعتز بها الجيل، لكننا نستنكف القعود عن تسلم زمام القيادة، ونبرأ بأنفسنا عن إعادة إنتاج مفاتيح القرن العشرين، التي عجزت عن فتح كثير من أبوابه، وبالتأكيد لن تفتح أبواب المستقبل.. حيث تُفتح الأبواب ببصمة الصوت.
أقول لكل من سيحاول استخدام المفاتيح في هذا القرن "المفتاح مش هيفتح"
هناك ٤ تعليقات:
وجهة نظر تحترم
لن يا ترى الجيل القديم سيقبل قيادة الشباب- هي دي المشكله
عارف
لما كانت بتيجي بعثه -اسبوع او اثنين- في المركز القومي للبحوث عند اخويا كان بيطلعها واحد دكتور عنده 70 سنه ويحرم منها واحد عنده 30 سنه على الرغم من ان اللي عنده 30 سنه من الافضل انه يطلع البعثه لأن مخه لسه صاحي وقابل لإستيعاب الجديد- ده المنطق
ربنا يعمل اللي فيه الخير والامور كلها تتغير عن قريب
هى فكره المقاله حلوه اعترف بكده بل و شدت انتباهى انى اكملها على طولها ...بس هى صحيح بتشجع الشباب على الحركه بس عايزنا نولع فى الخبرات او نحطهم فى دار المسنين الفكرى و ما اظنش ده حل بناء قوى..
لورانس العرب ، عاش مين شافك ، أخبارك ايه ؟
الاجابة علي سؤالك هي في الغلب لأ ؟
لاني زي ما قلت مفكرين ان الصح معاهم و ان الخبرة بتاعت السنين اللي فاتت دي كلها مش هيجي واحد لسه ما طلعش من البيضة و يقول انا هعمل حاجة جديدة ، امال هما كانوا بيلعبوا "صلح" كل السنين اللي فاتت يعني و لا ايه ؟
كل ما اتمناه الا يمارس الاجداد دور
المتسلط و يمارس دور الاستشاري بخبرته و علمه و يسيب الشباب يستغلوا و يتعلموا ، و ما فيش حد بيتعلم بالساهل، و إذا كانوا سيخطؤا فطبيعي ان الاجداد برضه أخطؤا وما فيش حد معصوم من الخطأ
تحياتي
د.دودي
هو ما قلش نولع في الخبرات القديمة
طيب انتي قراتي جمل زي
"أهيب بشبابنا ونحن في مطلع القرن الجديد أن يقدروا أجدادهم من سياسيين ومفكرين وخبراء، ويستفيدوا من خبراتهم وتجاربهم، دون أن يتواكلوا عليهم، ظناً منهم أن بأيديهم مفاتيح الخلاص."
"لن نرث الثارات التي أشعلها حراك أجدادنا، وقد نختلف معهم في نظرتهم للآخر، لكننا سنُشَيِّد على أفضل ما بنوا، لنؤسسس لحياة جديدة"
"وأخيراً...ووفاء لأجدادنا..من سياسيين وإعلاميين ومفكرين وغيرهم... نقول لهم: إننا نقدركم ولن نستغني عن خبراتكم، ونعترف أن لكم جهوداً مشرفة يعتز بها الجيل"
انا مختلف معاكي يا دكتورة هو قال اننا لازم نقدرهم بس برضه لازم نشوف حياتنا بمنظورنا احنا ما قلش نولع فيهم يعني D:
إرسال تعليق