حبيبتي ن

حبيبتي " ن" 
تعرفين أني ليس أديباً أو شاعراً ، لكني بالتأكيد عاشق ولهان ، فمهما كتب قلمي كلمات أو نطق لساني بأشعار لن يُعبر ذلك عن حبي إليك شيئاً، فالحب شعور و أحاسيس لا تُكتب ، فهل سينقل قلمي حبي إليك ، أتمني ذلك ...
منذ أن فتحت عيني علي الحياة ، و أنا أعرفك، لا أستطيع الحياة بدونك لا أتصور حياة بلا "ن" أتتذكري يوم ألتقتيك، كنت لا زالت طفلاً و لكن الحب ليس له سن مُعين ، يومها اخترتكِ أنتِ ، مرت كل هذه السنوات و أنا - يوماً - لم أنساكي ، عشنا مع بعضنا أجمل لحظات العمر،  أتتذكري؟!؟ كنا نذهب إلي المدرسة مع بعضنا ، نلعب مع بعضنا ، كل شئ كنا نفعله سوياً ، لم يكن يفرقنا إلا النوم حيث يذهب كل منا إلي غرفة نومه ، في بيته ينتظر الصباح ... أليس الصُبح بقريب ؟!  

في الصباح ، أول ما افعله أن أتذكرك ، أتذكر يوماً مضي ، أتذكر حياتنا التي ارتبطت برباط أبدي لا يستطيع أحد أن يفكه أبداَ ...

أعرف أني تغيرتي كثيراً خلال سنوات عمري السابقة ، وأنتِ كذلك ، من منا لم يغيره الزمان؟!، الكل يتغير و لكنكِ دائماً تتغيري للأحسن ، للأجمل ...دائماً أجمل 

أمازالتِ تتذكرين شكلك في المدرسة الأبتدائية ، كنتي تخينة أوي! ، أتتذكري سلسلتك السوداء السميكة التي  لم تفارقيها يوماً!

أنا أيضاً كنت ألبس المريلة البيج و أمشي معكِ ، كل يوم إلي هذه المدرسة ... كانت أيام جميلة ، يومها لم يكن أحد يحمل هماً لشئ ، كنا نعتبر الواجب هو أكبر الهموم في الدنيا ، ورغم ذلك كنا سعداء ، طالما أنا معكي و أنتي معي ، لابد أن نكون سعداء ...

كل من يشاهدنا يضحك ، أنا ألبس مريلة مدهولة و أمشي معكي أيتها التخينة ذات السلسلة السوداء ... المنظر مضحك ، أنا نفسي عندما أتخيل نفسي معكي - منذ خمسة عشرة سنة   - بهذه الهيئة أضحك و كأنني لم أكن أنا ...

وتمر الأيام سريعاً ، تكبري أنت و أكبر أنا ،  تتخلصي من سلسلتك السوداء السميكة و أتخلص أنا من المريلة البيج المدهولة ... 

الأن كل من يرانا يقول ، (أيه الجمال ده!) ، (والله لايقين علي بعض) ،(أنت ِ جميلة أوي يا "ن") ،  (يا بختك بيها يا بوحميد ، بس أنت خلي بالك منها) ...
 لا أفكر أنا و أنا أرد : (" ن" دي في عينا من جوه) ...

و لكن لا تمُر الحياة كما نريد دوماًَ و الناس لا تتركنا في حالنا أبداً ، كنت دائماُ اسمع تعليقات سخيفة من نوعية ("أنت ما لكش شخصية") ،(أنت من غير" نونك " مش هتعرف تعمل حاجة) ، (أنت من غير حبيبتك "ن" ما تساويش شئ")، كنت في البداية أتضايق جداً، أبكي و أتمني لو لم نكن لبعضنا ، لكن أدركت الحقيقة و تحليت بالصبر علي كلام الناس الذي عرفت أنه لا ينتهي ، الغريب أن هؤلاء الناس أيضاً اصبح لكل منهم : "نون" ... وقتها كنت أقول لنفسي

 لا تلومن المحب علي حبه ، إن الحبيب لمن يحب متيمُ 

لم أعد اخجل من كلامهم أبداً منذ زمن بعيد ، طيب أنا ذنبي أيه يا "ن" ...  أنتي عارفة  أنا بحبك أد أيه ، حبك بلا  حدود ، أنت عيني اللي بشوف بيها وعقلي اللي بفكر بيه ،و أنتي عارفة أنا بحترم رأيِك أد أيه و لا يمكن أخذ قرار بدونك ؟!

لم أعد اهتم بكلام الناس ،  الناس كده  كده بتتكلم ،صبغت شعرك بالسواد أو البني سيتكلمون ، لبستِ سلسلة سوداء أو ذهبية سيتكلمون ، لا تهتمي أرجوك ، لا تهتمي طالما أنا معك لا تهتمي بكلامهم أبداً ...

صدقيني يا "ن" انا بنكسر من جوايا لو حصل ليكي مكروه ، بخاف عليكي من الهواء الطائر ، مستغربة أوي!! طيب فاكرة لما وقعتي لما كنا نازلين مع بعض من معمل الفيزياء قبل الامتحان بيوم ...

يومها ذراعك انكسر، جريت أنا بيكي علي المستشفي ، كنت مش شايف قدامي و أنا بجري بيكي ، الكل كان بيسأل :- نون جري لها أيه ؟ لم أكن بوعي لأرد عليهم ، لم أتمالك نفسي يومها و لم يهدأ لي بال ، و ليلتها لم أعرف طعم النوم ، و لم أذق طعما للراحة.

حتي امتحاني اعتذرت عنه ، كيف سأخوض تجربة الامتحان لوحدي ، ليذهب الامتحان إلي الجحيم ، مش مشكلة ، أسقط في المادة ،عادي، مافيش مشكلة ، المهم أطمئن عليكي

لولاكي لانقلبت حياتي رأساً علي عقب، أهلي كانوا عايزيني  أدخل الكلية الفنية العسكرية ، في الحقيقة كل المصريين يريدون ان يدخلوا أولادهم الكلية الفنية العسكرية أو كلية الشرطة! ، لا لوم عليهم ، لكنهم عرفوا الحقيقة مبكراً و أدركوها حيقيقة لا جدال فيها ... الكلية الفنية العسكرية لا يدخلها الفتيات ، كيف ستدخل أنثي إلي هذه الكلية التي ترهق أولو القوة من الرجال ، هذا أمرُُ محال!

أكملت معكي المشوار ، دخلنا كلية الهندسة ، ، و كملنا مع بعض المشوار ...في ناس كثير نصحوني أبعد عنك ، قالوا لي (كفاية عليك بقي أنت و نون) تستطيع أن تبعد عنها للابد، كنت أقول لهم ، اتروكوني و نوني ، انتم لا تعرفون ماذا تعني لي نون ، نون ليست مجرد فتاة أحبها، انها رحلة عمر ، حياة ...

نون مهما قلت لن أوفيكِ حقك ، أنا هفضل معاكي لأخر العمر ، فهل تقبيلين أنت حبي لأخر العمر ... 

المتيم بحبك ... سكندري 
__________________________

ملحوظة _1:- المقصود بـ"ن" هنا هي نظارتي العزيزة التي لازمتني من السنة الأولي الإبتدائية إلي الان ...
ملحوظة_2 :- أرحب بالتعليقات علي هذه التدوينة ، مع العلم أن الشتيمة بتلف تلف و ترجع لصحابها (:  (:  (: 
تعيشوا و تأخذوا غيرها 

هناك ١٢ تعليقًا:

Amr Awwad يقول...

يا حظى .. قريت الملحوظتين قبل ما اقراء البوست :::::DDDD
بس بردة عجبنى جدا وعجبتنى الفكرة .. مبتركة فعلا وربنا يخليلك (نونـ)ـك

سكندري يقول...

أنت من الناس اللي بتقرأ النهاية قبل البداية ...
بعمل كده في الكتب ، بحب أشوف النهاية
و اقعد اقلب في الأفلام لغاية ما اعرف النهاية علشان يطمئن قلبي هههههههه

مع أن الحاجة اللي بشوفها أو اقرأها بتتحرق

كويس أنك عجبنك و يا رب يسعد كل سعيد يـ ( نونه )

آخر أيام الخريف يقول...

حلوة قوى و فيها فكرة جذابة جداً :)))

سكندري يقول...

## أخر أيام الخريف ##

دائماً رافعة من معنوياتي كده يا دكتورة ...

أنا مبسوط انها عجبت الناقدة الفنية "أخر أيام الخريف"
(: (: (:
شكلك من أصحاب الـ "نون" ههههههههه

غير معرف يقول...

هههههههههه
علي فكرة حسيت من أول سطر ان الكلام له مغزى تاني
وكنت عايز انزل اجيب اخر الكلام عشان اتأكد بس قولت اكمل قراية وخلاص
وطلع شكي في محله
المشكلة اني كنت فاكرها الشنطة بتاعتك
وماتسألش ده علاقته ايه بالنون ولا السلسلة السودا
هو كده وخلاص :D :D

سكندري يقول...

##سمو الأمير##
هو أنا كل ماأكتب حاجة تعرفها كده ، هههههههههههه

الظل يقول...

والله كان قلب حاسس

بوست رائع اهنيك عليه

سكندري يقول...

##الظل##
برضه ... المهم أنه عجبكم (:

هو ما فيش حد شتم ليه ؟ (: (: (:

عابرة السبيل يقول...

ملعوبه
حلوة وظريفه

ربنا يخليكم لبعض

سكندري يقول...

هههههههههه

"ربنا يخليكم لبعض"

امين يا رب

(: (: (:

الغاردينيا يقول...

ههههههه والله صدقتك

الحبكة جميلة جدا و ورمانسيه

بس كنت بسمع صوت داخلي جوايا يقول نون

امممم نوره مثلا ولا هتطلع ملعوبه قلت لا

مظنش شكلها بجد قصة حب هههه

بارك الله في قلمك لك اسلوب جميل

تحية عطره ^^

سكندري يقول...

## الغارددينيا ##

أهلاً بيكي

أنا و انا بكتبها كنت حاسس أني بكتبها لبنت مش لـ " ن" فعلاً ههههههههه

شوفتي بقي الخيال !!!

"بارك الله في قلمك لك اسلوب جميل"

متشكر جداً لحضرتك