قرأت االأسبوع الماضي ثلاثة كتب هم كالتالي ...
- مذكرات طفل .. لمحمد عماد اسماعيل
- أشياء لا تحدث .. لبهجت فرج
- تاكسي .. حواديت المشاوير لخالد الخميسي
الكتاب الاول هو كتاب شيق جداً يحكي فيه الدكتور محمد عماد الدين ما يمكن لطفل أن يكتبه إذا امتلك القدرة علي الكتابة وعرف الكلام أول ما يولد، يحكي صدمة الميلاد و كيف تغير كل شئ عندما كان بطن أمه و خرج إلي هذا العالم الذي لا يعرف فيه شيئ ، يحكي عن مشكلة تعرفه علي كل شئ بفمه وكيف كان ثدي أمه هو الملاذ ليس فقط الطعام و لكن كان يرضع الحنية والعطف و كل المشاعر الجميلة به، تحدث عن تدخل الغرباء في حياته فعن طريق أحد الغرباء فطمته أمه و أصبح بعيد عن أمه و أثر ذلك فيه تأثير كبير جداًو قال أنه صدم صدمة تفوق صدمة الميلاد والخروج من الرحم علي الحياة، وكيف كان فرحته عندما بدأ يتكلم و يقول بابا و أنه أصبح يقولها كثيراً لا لشيئ ألا لأنه يجد اهتمام من أبيه لم يشاهده من قبل عندما يقول بابا، وكيف كان شعورة تجاه أخته و أنه كاد أن يفعل بها ائ شئ لأنه لم يعد يُولي نفس الاهتمام من أمه بعد مجئ أخته إلي الحياة ، تكلم الكاتب أيضاً عن مشكلتة في الأخراج و أشياء أخري كثيرة ...الكتاب ممتع جداً و لكنه صغير جداً (150صفحة من القطع الصغير)، أري أن أي أم يجب أن تقرأ هذا الكتاب لأنه فعلاً بيوضح كيف يفكر الطفل و كيف يشعر و لو أعطي الحق في الكلام من أول يوم لقال الكثير و لكن الكبار لا يفهمونه دائماً !!!
الكتاب الثاني هو مجموعة قصصية لبهجت فرج،و هي أول مرة أقرأ له فيها، المجموعة القصصية تتكون من تسع قصص، أعجبتي الحبكة الفنية لمعظم القصص و الابتكار في الافكار، أحدي القصص مثلاً اسمها إعدام نملة وهي لرجل يجلس في مقهي شعبي و تسقط نملة من الحجم الكبير علي المنضدة التي يجلس إليها فيقول لأصحابه ما أسهل أن تستدعي عزرائيل ( يقصد ملك الموت و الذي انتشر بين الناس أن اسمه عزرائيل و هو ليس كذلك و لا يوجد دليل علي اسمه ويضاً ملك الموت خاص بالانسان فقط أما الحيونات و الحشرات فتنفق) فيضع علبة السجائر عليها و لكنها لا تموت و عندما يرفع العلبة و يكلم أصدقائة الجالسين معه مرة أخري يري أن أحدهم لا يتكلم و قد أسدل رأسه إلي الكرسي الذي يجلس عليه ... عندها يدرك ان ملك الموت قد غادر المكان!!! الكتاب الثالث مشهور جداً، تاكسي حواديت المشاوير لخاد الخميسي ... سمعت عنه كتير جداً لدرجة أني لما وجدته علي الانترنت حملته و أخدت اقرأ فيه بسرعة و لكن ليس كل ما هو مشهور جميل و ليس كل مما ذاع صيته جيد !
بالمناسبة الكاتب ضد فكرة احتكار الملكية الفكرية و يحمل البرامج القرصنة (المضروبة يعني) علي جهازه و من هذا المنطلق أنا قرات الكتاب بدون أن اشتريه ^_^
الكتاب يحكي مجموعة من الحكايات علي لسان سائقي التكسيات التي كان يركبها الكاتب علي مدار سنوات، كل حكاية لا تزيد عن الصفحتين، يتكلمون فيها عن كل شئ من أحوالهم الشخصية و قصَصَهم مع الحياة و رأيهم في السياسة و الاقتصاد والفن ، و لم لا فسائقي التناكسي هم أكثر الناس كلاماً فهم يجلسون ما لا يقل علي ثمان إلي عشر ساعات في التاكسي و يتكلمون مع كل (زبون) عن شئ ما ، يصبح أحدهم موسوعة مصغرة من الخبرات اللي أخدها من اللف والدوران في الشوارع، و لكن الحكايات لم تضف لي شيئاً جديداً، فقط مجرد حكايات و ما أحبطني بشدة هو كم الألفاظ الشوراعية و البذئية التي تملأ الكتاب ، و التي ليس لها أي فائدة علي الأطلاق فأنا اسمع هذه الألفاظ في الحياة لماذا أقرأها بين دفتي كتاب و أنا اعيشها في الحقيقة ؟ لم يكن لها فائدة في نظري و لا أعرف لماذا توافق الرقابة علي مثل هذا الأشياء؟! علماً بأن الكاتب عندما تحدث السائقين عن تامر حسني و هيثم شاكر بانهم مزرويرن الأوراق الرسمية و أن ممدوح اسماعيل صاحبة العبارة المصرية "السلام"، عندما تحدثوا عنهم قال الكاتب أكثر من مرة أن الحكم القضائي هو الحكم و لم يرد أن يزج بأي شئ قد يصيبه بعد ذلك بالمقضاة القانونية بتهمة التشهير بهم ؟إذا كان الامر كذلك فالأولي أن تحذف هذه الألفاظ و الكلمات من الكتاب و خصوصاً أنه مترجم لعدة لغات علي ما أعرف ! كنت أتمني أن اري كتاب أفضل من هذا !!
الامر الثاني الذي لم يعجبني أن الكتاب عبارة عن حكايات و رأي الكاتب غير موجود في بعض الأحيان او موجود علي استحياء شديد في أحيان أخري و كأن الكتاب عبارة عن تفريغ لمسجل تم تسجيله للسائقين.
أتذكرمقال لللعبقري أحمد خالد توفيق ينتقد فيه أفلام يوسف شاهين بشدة و يقول أن كثير منها غير مفهوم و أفلامه السيرة الذاتية له غير مفيدة لأي أحد غيره ..
أتذكرأيضاً الكاتب الشهيرباولو كويلوا الذي أصبح أكثر شهرة من نجيب محفوظ خصوصاً بعد نشر رواية "شفرة دافنشي" وجدت ذات مرة رواية له تسمي (إحدي عشر دقيقة) فأخذتها و قرأت بعض منها حتي وصلت للمنتصف أو أقل فوجدت القصة تافهة (وهذا رأيي) فالكاتب يتكلم عن أحدي عشر دقيقة في حياة عاهرة ؟ أن القصة كلها تدور علي أحدي عشر دقيقة لعاهرة و بعد ذلك يصبح الكاتب من أشهر الكتاب في العالم
الخلاصة
خذ مني نصيحة ليس كل مل هو مشهور جميل و ليس كل ما هو جميل مشهور ... فالعين تري الجمال و لو كان" مستخبي" !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق