...
الكلمة الطيبة لا يجد من يسمعها
...
الجبهة الصافية تفضح الخيانة
...
و الذي ما زال يضحك
...
لم يسمع بعد بالنبأ الرهيب
برتولت بريخت
هكذا يبدأ الدكنور أحمد خالد توفيق روايته
المعنونة يوتوبيا الذي خرج فيها كثيراً علي تابهواته ، الرواية تدور كلها في عام
2023 حيث سيكون هناك مدينة فاضلة تسمي يوتوبيا ، مدينة مصرية موجودة علي الساحل الشمالي يجلس فيها الكبار و أبنائهم و لا يحتاجون إلي العالم الخارجي في شئ ، فكل شئ متاح عندهم حتي المطارات أقاموا منها في يوتوبيا خوفاً من الخروج إلي
المطارات الاخري الموجودة خارج يوتوبيا مخافة أن يمسهم أذي من الكائنات الأخري
الغير يوتوبية ... الذي سماهم الكاتب الأغيار ...
ملخص الرواية يقول أن مصر ستصبح - عما قريب - عزبة للكبار أوي – ليس أحمد
مكي بأية حال - يملكون كل شئ و الأغيار خارج هذه القري المحصنة لا يجدون قوت يومهم ، يزيد الفقر و الجهل و يستشري الجنس
و السرقة و المخدرات فيهم حتي لا تجد منهم رجلاً رشيداً ...
هكذا يري الكاتب حال مصر بعد سنوات قليلة من الأن ، ببساطة هو يقول أن الطبقة الوسطي ستتلاشي و سيكون هناك قمة صغيرة جداً فيها الكبار بنفوذهم القوي و قاع
كبير جداً ، سوف يزاداد مساحة القاع إلي أقصي حد ، حتي لتشعر أنه ليس هناك حدود للفقر و الفقراء في مصر ، ومن هم
في القمة لديهم كل شئ ، يملكون كل شئ في مصر ، يملكون كل متع الحياة ،
لاينقصهم شيئاً البته! ، و علي الجانب الأخر
تجد العبيد ، الكلاب أولاد الكلاب الذين استوحشوا من الفقر ، صار الجنس و المخدرات
هي حياتهم ، لا تعليم ، لا طعام ، لا عمل، رجالهم أصبحوا قوادين للنساء و نساءهم
احترفت البغاء من أجل لقمة العيش ، وإذا كان العرب قد قالوا تموت الحرة و لا تأكل
بثدييها فهن و إن كن أحرار فأن الفقر و الجهل استعبدهن ، لا توجد فرصة عمل لهم طبعاً
،البطالة استشرت في الناس ، طبعاً المخدرات و الجنس كانوا هما الحل الوحيد ... هذا
أمر طبيعي جداً ، ماذا تنتظر من شاب فتي
غير بذل مزيد من الطاقة أن لم تكن في عمل شريف فأنه سيكون في عمل خسيس ، مزيد من غياب العقل ، أصبحوا يحصلون علي البروتين اللازم لهم من الكلاب !
نعم الكلاب ، أعلم أن هذا مقزز للغاية ، ناس تأكل الكلاب و تتشاجر عليها لتحصل علي
البروتين اللازم لها، بين الفينة و الفينة يحصلون علي مزيد من اللحم من الطيور
النافقة ! الحياة أصبحت بائسة جداً خارج يوتوبيا ...
لا أريد ان أحرق الرواية فهي جيدة بأي
حال ، رغم أنها تركت في أثراً سيئاً للغاية ، أثراً يقول لي لا أمل ، لا تتنظر تغيير ، سيظل الوضع علي ما هو عليه ، سيزادد الغني غناً و سيزدا الفقير فقراً وعوزاً ...
بصراحة هذا الأثر السئ لم يكن وليد هذه الرواية فقط ، بل
من عدة مقالات أخري للدكتور أحمد خالد توفيق في مقالاته الأسبوعية في الدستور
اقرأ مثلاً مقال ... لأنني رجل محظوظ
لتعرف أنه كتب كثير و غيره كثيرون قد كتبوا ، و لا شئ يتغير، لا أمل في الكبار في التغيير و الشباب لا يمكلمون الخبرة و لا يعرفون من أن يبدأون ، في الحقيقة الكل يكتب مقالات رائعة ،الكل يتكلم كلام رائع نصفق له و نقول ، رائع ، جميل ، مقال رائع ، خطبة عصماء ، هذه المظاهرة ستحرك الشعب للخلاص ، يوماً ما ستذوب الفوارق الأجتماعية ، سنكون بخير ، يعيش الفقير و الغني في مكان واحد ، نعم سيكون هناك غني و سيكون هناك فقير ، لكن سيكون هناك طبقة وسطي عريضة ، سيتبدل الحال إلي حال اخر ، سيأتي علي مصر تعود فيها لمجدها ، ستصبح الجامعات هي الأولي عالمياً ،سيعود لمصر صوتها المسموع ، سنعيش نتباهي بمعجزاتنا البشرية و المعمارية الحديثة لا التي فات عليها 7000 سنة ...
اقرأ مقال عودة لي سيد حبارة
لتعرف ما سيتم في الانتخابات ، ببساطة سيفوز سيد حبارة و سيدة حبارة لأنهم أكثر ، لأنهم أفقر ، لأنهم أجهل ...
ملحوظة
ظلت هذه التدوينة في المسودات طويلاً و قررت نشرها الأن ، بعد أن حذفت أكثر مما كتبت فبعد قراءة هذه الرواية تأثرت سلبياً جداً و ناقشت فيها أكثر من صديق و في كل مرة يقول لي :- بس يا أحمد ما تكلمنيش عن الرواية دي تاني ...
انا اتعقدت ...
و في كل مرة كنت أرد قائلاً
أنا كمان اتعقدت ... أكثر منك
انتهي